ميلاد متجدد ليوم جديد

الملخص

تشرق الشمس و تتسلل أشعتها من بين طيات هضاب الشرق لتسقط على هذا الوجه الصامت لترسم نبضات الحياة معلنة ميلاد جديد ليوم جديد لربيع عام جديد ...

و فى ميعاد مع اللحظة حضرت هنا و أنا على يقين بأن الحدث يمتد ليصل لجذوره فى عمق الزمان هنا, عندما وقف المصرى القديم فى ذات المكان و عند نفس اللحظة شاهدا و متأملا عمارة و جهد البناء الملئ بالأسرار لتلك الصروح ...

عندها أدركت أنه لا يجمعنا فقط المكان المقدس بل يجمعنا الزمان فى ظاهرة سنوية مكررة, إنها لحظة سطوع شمس "شيمو" الدافئة بعد إنقضاء أشهر شمس "بيريت" الباردة.

وقفت متأملا على الأرض المقدسة بين أحضان ذلك الشاهد الصامت منتظرا إضاءة الأوجه الحجرية وقفت فى حيرة لا نهائية أفكر فى مدى براعة الكتل الحجرية و عبقرية إختيارالمصرى موقعها, ناظرة إلى الشرق منتظره لقاء الشمس.

فى ذلك اليوم يتحقق الإعتدال فى النظام الكونى فتتساوى ساعات الليل بالنهار , و تأتى لحظة أخرى ذات أهمية فى منتصف ذلك النهار عندما يتوسط قرص الشمس السماء و تكون فى ذروة قوتها , يتلاشى ظل تلك الأبنية العملاقة و تكشف الأهرامات تماما و كأنما تشير إحتراما لهذا الميلاد الجديد ...