جسر للأمل عبر محيط فوضوي عمرانيا وإنسانيا

المؤلفون

  • أ. د. عبد المحسن فرحات

الكلمات المفتاحية:

الفوضى، العمران، العمارة

الملخص

تتكون هذه الورقة العلمية من جزئين. الأول يتناول الإطار النظري الذي يرتجي فيه توضيح المفاهيم فيما يمكن اعتباره مجالا متصلاً يحوي “الفوضى – التحرر – التنوع- النظام- القيود “، وهل يتوقف الإبداع والارتقاء على مفهوم دون آخر؟ أم أن التوازن المطلوب دائما يستلزم وجود أكثر من مفهوم في حالة تكامل. يتناول الجزء الثاني مثالا تطبيقيا لما يمكن اعتباره “جسرا للأمل ” عبر محيط فوضوي عمرانيا وإنسانيا تصل فيه التناقضات لدرجة الانفصال المتسم بالقسوة.

في القرآن الكريم (لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) صدق الله العظيم. (سورة يس)

(وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) ( سورة الحجرات) ، (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ)  صدق الله العظيم

” أُصغي لموسيقي الحياة ووحيها وأذيب روح الكون في إنشائي وأصيخ للصوت الإلهي الذي يحيي بقلبي ميت الأصداء “.  أبو القاسم الشابي (قصيدة الجبار)

الآية الكريمة الأولي تعطي رسالة واضحة (دون تقمص دور المفسر) وهي أن الخالق سبحانه أراد أن يكون لهذا الكون ” نظام محكم وأيضاً ديناميكي وليس ساكنا وتفيد الآيات الأخرى بوجود ” التنوع ” المقصود وكلها قيم موحية استجاب لها الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي استجابة خارجية (كونية) وداخلية (قلبية).

ترى ما هي طبيعة العمران الذي كان يمكن لأبي القاسم تخطيطه وتصميمه لو قدر له ذلك؟ أليس من الواضح وجوب تناغم هذا العمران مع الكون وقوانينه من أي مخطط أو مصمم من أي انتماء ديني أو فكري؟ إلا أن وضوح الهدف لو توافقنا عليه (متخطين الاتهام بالرومانسية وعدم الواقعية، وهو في الحقيقة تسطيح لما يجب أن يكون عميقا يجمع بين الأحلام والمهام). لا يعني ذلك وضوح التطبيق، حيث تتعدد العوامل المؤثرة وتتشابك مفرزة في النهاية عادة حلولا جزئية مقولبة كمحصلة لهذه القوى التي يغلب فيها المادي والآني الملح والموضعي على الروحي الثقافي الاجتماعي بعيد المدى الشامل موضوعا ومحيطاً.

منشور

22-02-2015

كيفية الاقتباس

فرحات عبد المحسن. 2015. "جسر للأمل عبر محيط فوضوي عمرانيا وإنسانيا". جريدة مركز طارق والي العمارة والتراث 5 (09):22-28. https://journal.walycenter.org/index.php/twcj/article/view/61.