قصة ضياع قريتين
الكلمات المفتاحية:
القرنة، الأقصر، العمران، العشوائيات، التغيرات العمرانية، الحضارة المصرية القديمة، حسن فتحي، القرنة الجديدةالملخص
إن تقدم الأمم والمجتمعات يتوقف على أحترامها لتراثها وهويتها دون الجمود عند الماضي على حساب الحاضر ، أو أسقاط وهدم الموروث لحساب المستقبل .. ولكن تبقى القضية في التوازن المحسوب في ميزان الحاضر بين احترام الموروث والتطلع إلى المستقبل . وتأتي التحولات الحادثة في العمران إما تأكيداً لهذا النهج أو الخروج غير الآمن عنه للمجتمع والدولة ، ومن التجارب التي تفرض نفسها على المتخصص والمهتم بل وعلى العامة هي تجربة “القرنــــــة” تلك القرية المستقرة عند الجبل الغربي من مدينة الأقصر حيث الجذور التاريخية لحضارة مصر القديمة في مدينة طيبة الجنائزية ، تلك التجربة التى تمتد في وضعيتها المعاصرة على مدى القرن العشرين ومن قبله القرن التاسع عشر .. حين كانت نجوع وتجمعات ما يسمى بالقرنة القديمة مستقرات للمجتمع المحلى المستوطن للمنطقة ، وتتواتر حلقات مسلسل التجربة في محاولات التعامل الرسمي والمجتمعي مع المنطقة والسكان ، فكانت في أربعينات القرن الماضي القرنة الجديدة في الوادي القريب ومحاولة إعادة توطين سكان من القرنة القديمة ، وصولاً إلى التهجير القصري إلى الطارف في مطلع القرن الواحد والعشرين ، وبين القديم والجديد والتهجير القصري كانت الإشكالية ، ومعها ضاعت القرنة القديمة وفشلت القرنة الجديدة وخسر المجتمع عند تهجيره وجوده العمراني وهويته التي توارثها عبر أجيال منذ القرن الثامن عشر حتى الأمس القريب ، وفقدنا معه تراث يمثل موروث في ذاكرة المجتمع وخسارة امكانية ايجابية لتطوير طاقات ممكنة في كيان المجتمع المحلي بسبب غياب الرؤية في عشوائية الدولة والمجتمع في حماية التراث وتجديده …

التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2021 جريدة مركز طارق والي العمارة والتراث

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License.