جريدة مركز طارق والي العمارة والتراث

التراث .. بين الاهدار والحماية

شيماء شاهين — 2022-06-22

"التـراث" هـو ذاكـرة المجتمـع بمـا مـر عليـه مـن أحـداث وأزمـات ومراحـل تطـور مختلـف الإبداعـات واسـتمراريتها ، فهو ناتـج عمليـات اجتماعيـة لأمـة مـا فـي حضـارات سـابقة يتـم وراثتهـا مـن السـلف إلـى الخلـف ، وتمتـد لتشـمل المـوروث المـادي الملمـوس أو الفكـري غيـر الملمـوس الـذي تتوارثـه الأجيـال فـي جميـع جوانـب النواحـي الماديـة والوجدانيـة ، وهـذه أمـا ظاهـرة للعيـان أو أنهـا مازالـت خبيئـة تحتـاج إلـى اكتشـافها مـن جديـد اليـوم ، أو أنهـا مهملـة فـي تجاهـل مقصـود أو مفـروض نتيجـة قصـور فـي فهمهـا وإدراك أهميتهـا.

العقلانية والموضوعية منهجاً لدراسة التراث العربي

شيماء شاهين — 2022-06-22

المفكر المغربي محمد عابد الجابري هو احد أبرز المفكرين العرب الذين ساهموا في دراسة مسألة التراث العربي ودوره في تشكيل الواقع المعاصر، وتعرض خلال مسيرته لدراسة الموضوع من جوانب عدة ، كان مركزها محاولة تخطي الإشكاليات الفكرية المرتبطة بالتراث إرساء منهج فكري يستند على التراث ولكن لا يتجمد عنده ويعيد تشكيل علاقتنا به لتصبح طبقا لكلماته الى تراث نحتويه لا يحتوينا . وهذا المقال يلقي الضوء على ملامح فكر الدكتور محمد عابد الجابري المرتبطة بالتراث ويعرض بشيء من التفصيل لكتابه "التراث والحداثة، دراسات ومناقشات" أحد الأعمال التي تناولت بالتفصيل منهج الجابري في إعادة تشكيل وعينا بالتراث، ودراسته بعقلانية، وموضوعية.

مـأزق ثنائيـــــات الأصالة والمعاصرة.. التراث والحداثة في الحفاظ على الهوية الثقافية

طارق والي — 2022-06-22

أن المصطلحات هي منظومة قيم تحدد هوية المجتمعات ، لهذا لم تكتف الحضارة الغربية الحديثة بالهيمنة الاقتصادية والسياسية والعسكرية على مجتمعاتنا ، بل عملت على تصدير قيمها ومصطلحاتها وفرضها بأساليب تبدو في كثير من الأحيان أبعد ما تكون عن التفاعل والتأثير المتبادل بين الثقافات ، بل إنها تسعى في أحيان كثيرة إلى إجبار هذه المجتمعات على نسيان أو تغييب أو تزييف إدراكها لمعاني وقيم مصطلحات هي من صميم هويتها الثقافية ؛ ومنها ما تتعرض له مجتمعاتنا العربية من ضغوط ظاهرة وخفية من أجل تخلينا عن هويتنا ، ولعل من أكثر هذه المواقف إشكاليات فهم وتحديد ماهية مصطلحات هي متواترة في حياتنا الثقافية حول ثنائيات ظاهرها حضاري براق وتحمل في باطنها تبعية ثقافية وتغريب وبالأحرى تغييب للعقل العربي ، ، منها الأصالة والمعاصرة ـ التراث والحداثة ولعلنا اليوم في احتياج للخروج من هذا المأزق الحضاري ، كان مفروض علينا في السابق وأمسى متجذر فينا بدون وعي ، وعلينا أن نعيد فهم المصطلحات من ثقافتنا وحضارتنا وزماننا بهدف الحفاظ على هويتنا ..

في هذا المقال ، نعيد التفكير في تلك المصطلحات وما تشكله من ثنائيات تحدد تفكيرنا ومسارنا، في محاولة الخروج من هذا المأزق الحضاري المفروض علينا في السابق ، وأمسى في الحاضر متجذر فينا بإرادتنا ، أو بالأحرى بدون وعي منا ..

الزيف البصري في المشهد المصري

سارة مرزوق — 2022-06-22

تواجه السينما المصرية أزمة محورية كبرى في أعمالها التاريخية والمستلهمة من التراث بشكل عام، وهي أزمة رداءة التمثيل الفيلمي لمفردات الحضارة المصرية من كافة حقبها؛ وزيف أحسن ما في هذا التمثيل، واستساغة القبح حتى صار له من يدافع عنه ممن يُظَن بهم أنهم هم أول منتقدوه، وذلك لغياب ثقافة الوعي بجوهر المناظر المصرية. وعلى الجانب الآخر، فحتى الأصوات المنددة بالزيف البصري، لم تجتمع تحت مظلة تدوين علمي منتظم تبين مواطنه وكيفية تجاوزه، ووضع تصورات التأهيل العلمي والعملي للأجيال الجديدة من السينمائيين.

وتعد حالة ومشروع شادي عبد السلام منطلقا للتأصيل العلمي لتمثيل الفيلمي لمفردات الحضارة المصرية، ونموذجا ملهما يحتذى في هذا الشأن؛ إذ أن تكوينه العفوي في تل العمارنة وانطلاقته التشكيلية وعمله كمهندس مناظر، أسسته كي يكون علما مصريا شهيرا بين أبناء الوطن وعالميا، على عمق الفهم والحذق والمهارة في أفلمة مفردات التراث المصري، بصريا وقصصيا وسمعيا في عمل واحد. ورغم أن أعماله معدودة، إلا أنه كان بمثابة – بل وهو كذلك - مشروع عملي علمي منيرا الدرب لجيلنا والأجيال القادمة في شأن التمثيل البصري للتراث المصري حتى في الجوانب التي لم يتطرق إليها، كحامل شعلة نار لا يتحرك من مكانه، لكنه كسر الظلمة لمئات حوله ..

إعادة الإحياء المتكامل للمناطق التراثية وإعادة توظيف واستخدام المباني التراثية والاثرية الواقعة بمحيطها

السيد السقا — 2022-06-22

لا شك ان تفاعل البشر مع بعضهم على مر السنين يترك اثرا على الارض باقيا حتى بعد مماتهم او احراق كتبهم او فناء ثقافتهم بتغير اللغة يبقى الاثر شاهدا يجذب نظرك للتساؤل عن حكايته طالما مررت بجانبه.

يتناول المشروع قضية المحافظة على التراث ليس كمبنى فقط بل بمكانه المحيط به... ككتله واحدة متماسكة تحكي في تناغم تنقلك كأنك سافرت بالزمن.

من هنا ينبثق المشروع في محاولة جدية لإعادة احياء المنطقة ككل ليس فقط كمنظر جمالي بل بشكل متغلغل في النسيج المجتمعي.

يتم تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل:

1- من حصر وتوثيق لكل المباني التي تحمل طرازا معماريا وتسجيلها علميا

2- ثم ازالة وهدم كل التعدي الجارح واعادة انشاءه الحتمي لكن بنفس التفاصيل المعمارية المجاورة له في تجانس تام يحترم ما مضى ويظهره.

3- ثم تأتي المرحلة الاخيرة وهي مرحلة حتمية ستكتمل تلقائيا اعادة تسكين من تم اخراجهم في المباني الجديدة واعادة التوظيف واعادة الاستخدام الحتمي للمباني التراثية والاثرية الواقعة في المحيط بعد ان تم ابرازهم وجعلهم محورا هاما وسيحققون مفهوم الاستدامة وهذا ايضا ضمن اهداف المشروع.

حوكمة التراث الثقافي المصري

منى موسى — 2022-06-22

يناقش هذا المقال نظرية وممارسة الحوكمة كحل لمشاكل التراث الثقافي المصري، والتي تظهر هذه المشاكل انها متجذرة في الإطار القانوني والمؤسسي وحتى الاجتماعي للتعامل مع التراث. ويطرح المقال الحوكمة كحل يضمن المشاركة المجتمعية وتعزيز صنع القرار على مستوى المجتمعات. والذي يمكن أن يساهم في تحسين تخصيص الموارد، وزيادة التزام ووعي المجتمع، وإعادة تأكيد هويات المجتمع عبر الاتفاق على صيغ وتعريفات للثقافة والتراث، وتقوية مجموعات المجتمع المدني وأصواتهم ودورهم في مراحل التخطيط والتنفيذ والمراقبة لنظم الادارة المطورة بناء على مبادئ الحوكمة، ويساهم كل ما سبق في تطوير إجراءات تعاونية جديدة، ووضع قوانين وتشريعات جديدة والتي بدورها يمكن أن تزيد من معدل نجاح الحوكمة وتطويرها كمبدأ للتعامل مع التراث الثقافي بما يناسب السياق المصري.

الحفاظ والإدارة والتنمية لمنطقة المحجر الأثري (المسلة غير المكتملة) - أسوان

مركز طارق والي العمارة والتراث — 2022-06-22

يحتفل مركز طارق والي العمارة والتراث هذا العام بمرور 20 عاما على أحد اهم مشروعاتنا للحفاظ والإدارة والتنمية للمواقع التراثية بمصر، هو مشروع تطوير منطقة المحجر الأثري بأسوان المعروف باسم " المسلة غير المكتملة “.. ويستمد هذا المشروع مكانته من كونه أول مشروع يتناول تطوير المواقع التراثية في مصر برؤية شمولية تضم الحفاظ والتنمية والإدارة، ولما حققه المشروع من نموذج تصميمي وتخطيطي جرى تبنيه وإعادة تطبيقه في العديد من المواقع التراثية المماثلة عبر العقدين المنصرمين، ومن ناحية أخرى لنجاح المشروع في تحقيق أهدافه والاثر الذي تركه على الموقع التراثي ومجاله العمراني والاجتماعي.